وغادرت الغزلان!

إلا غزالة نحيفة بقيتْ.. في الركن الأبعد منه، بقيتْ.


لازمَ زمنًا حُجراتِ قلبي وادٍ أخضر. آوى في سهله قطيعًا من الغزلان. كُنَّ يضحكن، وكُنَّ يرقصن، وكانت حوافرُهنَّ مُحنَّأةً، تدق كالطبول في رأسي. كُنَّ مؤنساتِ صمتي.

ثم حدث أن اجتاحتني عاصفة، لم تخلِّف وراءها إلا بردًا ووحلًا وغصونًا مهشمة. 

أزَّ خطو القطيع يُعمِل حوافره في بقايا الأغصان المذعورة، يفتتها، في طريقه مغادرًا. 

اتجهتْ الغزلان إلى البحر، التفتتْ خلفها للحظة.. ثم رحلتْ، ولم تمشِ على الموج! 

صار صدري مهجورًا، كمرعً يابس.. ارتدى عباءة من ظلام، وهجرَه الرقص. إلا غزالة نحيفة بقيتْ.. في الركن الأبعد منه، بقيتْ. تلعق جروحها وهي ترتجف، ومن وقت لآخر تنفخ في ناي مشروخ لتذكرني أنها لا تزال هنا، تنتظر عودة الرفاق. 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أليست كلها ثرثرات؟

حارس سطح العالم (مراجعة)