حرائق صغيرة في كل مكان (مراجعة)
لا يُحتمل بأي حال من الأحوال اختزال رواية حرائق صغيرة في كل مكان إلى رواية مكان فحسب. ولكن بالرغم من ذلك لا يمكن تجاهل الحضور الطاغي والمستمر لمدينة "شايكر هايتس" على مسرح الأحداث. فكما يقول عالم الإجتماع البولندي زيجمونت بومان: "حول الأمكنة تتشكل التجربة البشرية وتُكتشف، وتُدار مشاركة الحياة، ويتشكل معناها، ويُستوعب، ويُتفق عليه؛ وحول الأمكنة، ومن الأمكنة، تتشكل الدوافع والرغبات البشرية، وتتبلور، وتعيش على أمل التحقق، وتُخاطر بالتعرض للإحباط والإخفاق." الأزمنة السائلة؛ صــــ 97،98 وتتكشف الأحداث هنا بما يجعل لـ"مدينة شايكر" ذلك الطابع الميثولوجي في خلفية الأحداث. فالمدينة هنا كائن أسطوري بتاريخ ذي معنى وهدف، لا يقل أهمية عن معماريتها أو الخدمات المتوفرة بها. وتمثل المدينة بتاريخها وقواعدها هويةً لساكنيها وأسلوبًا حياتيًا كاملًا. وما يعزز محورية المكان في نسيج القصة هو المقال الذي استهلت به "سيلست إنج" الكتاب؛ فالمقالُ المنشور في جريدة الـ"كوزموبوليتان" يحمل طابعًا تبشيريا إلى حد بعيد، ووعد بحياة يوتيوبية في مدينة "شايكر هاي...