المشاركات

عرض المشاركات من سبتمبر, 2021

ما بعد الشيخ جرّاح: إعادة نظر في تقديم القضية الفلسطينية إلى العالم

صورة
لن يكون هذا المقال تغطية لما يحدث من انتهاكات وحشية، في حي الشيخ جراح وغزة، لآلاف من الفلسطينيين الأبرياء العزّل. لكنه يتخذ من هذه الأحداث منطلقًا لنظرة جديدة واعية وتحليلية تجاه القضية الفلسطينية ككل، وما ظهر على السطح من مشاكل في عرضها وتناولها.  بداية وبالنظر إلى حراك المقاومة الفلسطينية فإنه يتكون في الأساس من ثلاث محاور رئيسية مهمة وهي:  1- المقاومة العسكرية.  2- المقاومة السياسية.  3- المقاومة الثقافية والفكرية.  وللأسف يبدو أن أشكال -أو مكونات- المقاومة الثلاث في حالة فشل متوازٍ متطرد. وأنا في هذا المقال سوف أحاول أن أختصَّ الذراع الثقافي للمقاومة، دونا عن غيره، بالتحليل والنقد. والسؤال الأول الذي يطرح نفسه: لماذا تقديم هذا المكوِّن تحديدًا؟  واعتقادي أن هذا منطقي للغاية في ضوء السببين التاليين: إن أي صراع أرضٍ يقوم بين طرفين متنازعين، يدّعي كل منهما أنه يمتلك قضية عادلة، والقضية التي يتبناها هذا الطرف أو ذاك هي في أصلها بناء ثقافي من تاريخ وفكر وهوية. وهذا البناء الثقافي هو الشرعية التي تستند إليها أفعال هذا الطرف أو ذاك، وإن ضعف هذا البناء اهتزت أح...

التحرش بين تجريم الجاني والتبرير المجتمعي.. من يقف مع الضحية؟

صورة
  "الملابس ليست مبررًا للتحرش ولكنها سبب.."  إن هذه من أكثر الجُمل استخدامًا مؤخرًا.  ففي النهاية هم يبغون لها حِفظًا وليس تقييدًا!! وتوازن الجملة من الجهة الأخرى، وبشكل ظاهري، برفضها للتحرش وأنه لا مبرر له.. كلما فرضتْ ظاهرة التحرش نفسها على الرأي العام بفعل حادثة أو أخرى لفتتْ انتباه الإعلام -ولسبب ما دون المئات غيرها التي تقع بشكل يومي- اشتد الصراع بين من يدين المُتحرِش بشكل كامل، وبين من يجاهد كي يُلبِس الضحية بعضًا من ثوب المسؤولية في الإعتداء عليها. ويهتم الصنف الثاني بألا "يبرّر" صراحة التحرش، غير مهتم بما يحمل خطابه من تبرير مبطَّن ودلالات تقول بتجريم الضحية.  وتستخدم جملة: "الملابس ليست مبررا للتحرش ولكنها سبب.." كالشعار المُتّزِن المُتقَن التركيب، يحمل في طيّاته تبريرًا غير مباشر؛ كيما يُستخدَم لفرض شكل معين -ومرغوب من قِبَل قوى تراتبية اجتماعية معينة- من الملابس على المرأة. ففي النهاية هم يبغون لها حِفظًا وليس تقييدًا!! وتوازن الجملة من الجهة الأخرى، وبشكل ظاهري، برفضها للتحرش وأنه لا مبرر له.. لتفنيد هذه الحجة -وإن لم ترقى إلى مصاف الحُجج حقًا...

خواطر قلقة!

صورة
إذا هي قصتي فقط لأنني أنا. لكن كوني أنا لا يعني شيئًا للقصة. إنها قصة.. قصتي أنا بالتحديد. لا أعرف من أين ابدأ، وإلى أين سيمضي بي السرد. لا يهم. المهم أنها قصتي. كعادة شخصيات القصة، أنا مجرد أداة تُروَى بها الحكاية. قد يبدو لقارئها للوهلة الأولى أنني المتحكم؛ كوني البطل والراوي. لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا من ذلك. أولا: أنا لست بطلًا، ولا أطلب البطولة، ولا حتى بمعناها الأدبي كواجهة عمل روائي أقع منه في المركز.  أوقات كثيرة أشعر أن إدراكي لذاتي هو مصدر القلق والمشاكل. يا تُرى كيف كان سيصير حالي إن خُلِقتُ ورقة على شجرة وارفة؟ أو حصاة في بطن نهر يضج بالحياة؟ كيف كان لهذا التهميش أن يجعل من قصتي أكثر جمالًا؟ فأحيانًا الجمال هو ألا تدرك أنك كائن. والجمال هو ألا تضطر أن تنظر في مرآتك يوميًا. والجمال هو العبور السريع والصامت.. بقلب صامت.. بعقل صامت... صمتٌ يتصف بالكمال.. ثانيا: أنا لستُ كتلك الشخصيات المتمردة التي تفسد على الرواة حكاياهم. كل ما بي من تمرد قد اُستنفِد على وجودي ذاته. تمردتُ على وجودي حتى عاقبني عقلي، وعاقبني قلبي، ومن قبلهما عاقبتني القصة نفسها!  روّعتني القصة حين شعرت...