المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, 2021

بلا عنوان

صورة
تثور في رأسي فورة من الكلمات التائهة: الاشتياق. الندم. الخيبة. الحب. الصداقة. الدفء. التصافي. الأنانية. التضحية. الخوف. وغيرهم الكثير. كم تُعجِز اللغة أحيانًا؟! تتمرد، تصرخ برفض صامت. ترد طرفها عن أفكارك، تعيدها خائبة إلى عقلك. أتخيل اللغة أحيانًا كطفل صغير، يقف منتصبًا، يعقد ذراعيه، يزم شفتيه ويهز رأسه أن لا!  دع قلبك المنتفخ ينفجر بالكلمات الشاردة، كل كلمة تبحث عن أخرى، تسبقها أو تتبعها لتخلق معها معنًا ما، أي معنى..  اللغة ليست الكلمات؛ اللغة هي الروح التي تُنفَخ في الكلمات فتخلق منها شيئا حيًا، كائنًا كاملًا، ذا وجود مستقل، حتى خارج مُتحدِثها أو كاتِبها. الكلمات بلا لغة كالموسيقى بلا تناغم. هكذا أجد كلماتي اليوم: عصيةً، نشاذًا، دون رابط يربطها.  تثور في رأسي فورة من الكلمات التائهة: الاشتياق. الندم. الخيبة. الحب. الصداقة. الدفء. التصافي. الأنانية. التضحية. الخوف. وغيرهم الكثير. تترك لغتي كل كلماتي فريسة لتشردها، بلا مأوى.. بلا مكان تسكن إليه في معنى واضح وأخير. تستمر في التخبط بين أذني، تبحث عن مخرج، عن حياة تحركها. لكن ماذا يمكن أن أفعل -أو تفعل هي- أمام هذا الطفل ال...

أليست كلها ثرثرات؟

صورة
  تقوم ثائرة جيوبي الأنفية على الدوام في هذا الوقت من العام، تبدّل الفصول. لقد اعتدتُ الأمر؛ فهناك عشرات المهيجات التي تثيرها طوال الوقت: الروائح النفاذة، الهواء البارد، الاستحمام بماء دافيء، السهر ليلتين متتاليتين، وغيرهم الكثير. حتى أنني اعتدتُ نزيف أنفي بين الحين والآخر. صرت أتعامل معه بمهارة، أداويه أحيانا بدون التحرك من مكاني، استخدم عدة مناديل حتى يتوقف تمامًا، هكذا ببساطة، استمر فيما أفعل بدون التفاتة اكتراث واحدة. شيء بخصوص التكرار يجعل الأمور أكثر احتمالًا. في البداية يتملكك الذعر، الاحتمالات كثيرة ولديها القدرة على إتلاف الهدوء، والتساؤلات تحفر طريقها إلى عقلك. لماذا حدث هذا؟ وكيف؟ وماذا يعني؟ وإلى متى سيستمر؟  من المحتمل أني أبالغ قليلًا، لكنّي سأسمحُ لنفسي بذلك فقد قررت التهاون معها اليوم. ربما الحساسية الموسمية ليست المثال الأفضل لما يدور بعقلي، ولكن ماذا يدور بعقلي يتطلب تمثيلًا؟ أظن ألا معنى غائر وراء ما قولته. أنا فقط أثرثر.. أثرثر لرغبتي الهروب من صوت ما يطاردني، لا أستطيع أن أضع يدي على ماهيته تحديدًا، لكن مازالت أصداء خطاه تتردد في أذني، وغالبًا سأستمرُ في ه...

سحر كلمة ولكن!!

صورة
  الخوفُ لا ينتهي، ولكن...  للاستدراك قوة سحرية. تقلبُ المعاني، تخلقُ الجمل من جديد، تجذبها من بخل الاختزال إلى جود الحقيقة الجلية. لا ينفي الاستدراك ما سبقه، وهنا يكمن السحر؛ فالحقيقة الناقصة تُشعِرك بالعجز حين لا تدرك نقصانها. يعتريك الإجهاد ويداك تحاولان أن تقبضا على ظل. يصيبك الإحباط وأنت تطارد الأشباح، تظن أن العيب فيك. فالجهل أفضل من حقيقة ناقصة.  الاستدراك هو محاولة اللغة لإخبارك أن اصبر، هنالك المزيد. تريث حتى ترى الوجه الآخر من العملة، قبل أن تطارد سرابها أو تهرب منه. الاستدراك هو الحد الفاصل بين الهلوسة والحضور، الحقائق وأشباهها. مقتنعٌ تمامًا أن الجمل مبتورة الاستدراك تسوِّر تخوم الجنون.. إياك أن تقف بعد كلمة ولكن!  كانت الأيام القليلة الماضية دوامات من المشاعر المتضاربة. اختبرت قلقًا مُفزِعًا، وهدوءً كنت قد نسيت أنه ممكن. اكتنفني حزنًا خالجه البكاء -وأنا عادة لا تُكرِمني به عيناي- وضحكت من قلبي للمرة الأولى منذ ما يقارب الشهرين. تكملةُ فترة عسيرة ممتدة منذ شهور. موقن أنه لولا أصدقائي ومن حولي ممن ساندوني لكنت مازلت أقف في مربع الصفر مرتجفًا كاليوم الأول....