بلا عنوان
تثور في رأسي فورة من الكلمات التائهة: الاشتياق. الندم. الخيبة. الحب. الصداقة. الدفء. التصافي. الأنانية. التضحية. الخوف. وغيرهم الكثير. كم تُعجِز اللغة أحيانًا؟! تتمرد، تصرخ برفض صامت. ترد طرفها عن أفكارك، تعيدها خائبة إلى عقلك. أتخيل اللغة أحيانًا كطفل صغير، يقف منتصبًا، يعقد ذراعيه، يزم شفتيه ويهز رأسه أن لا! دع قلبك المنتفخ ينفجر بالكلمات الشاردة، كل كلمة تبحث عن أخرى، تسبقها أو تتبعها لتخلق معها معنًا ما، أي معنى.. اللغة ليست الكلمات؛ اللغة هي الروح التي تُنفَخ في الكلمات فتخلق منها شيئا حيًا، كائنًا كاملًا، ذا وجود مستقل، حتى خارج مُتحدِثها أو كاتِبها. الكلمات بلا لغة كالموسيقى بلا تناغم. هكذا أجد كلماتي اليوم: عصيةً، نشاذًا، دون رابط يربطها. تثور في رأسي فورة من الكلمات التائهة: الاشتياق. الندم. الخيبة. الحب. الصداقة. الدفء. التصافي. الأنانية. التضحية. الخوف. وغيرهم الكثير. تترك لغتي كل كلماتي فريسة لتشردها، بلا مأوى.. بلا مكان تسكن إليه في معنى واضح وأخير. تستمر في التخبط بين أذني، تبحث عن مخرج، عن حياة تحركها. لكن ماذا يمكن أن أفعل -أو تفعل هي- أمام هذا الطفل ال...