المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, 2021

حارس سطح العالم (مراجعة)

صورة
  "حارس سطح العالم"  بثينة العيسى.   إن الغريب -والمبهر- في تلك الرواية، أنك لن تستطع أن تخوض غمارها، أو تستمتع بها، دون تأويل النص. وكأن الكاتبة أرادتكَ شريكًا في الجريمة منذ السطر الأول؛ تستغرق في الرمزية والاستعارات، تبحث عما وراء العبارات والجمل، وبدون أن تدري ستتورط حتى أذنيك في خلق المعنى، وبالتالي لستَ بريئًا مما تستنبط؛ فأنت تلقن النص دلالاتِكَ كما يلقنك دلالاتِه تمامًا. اللغة هي موسيقى الحكايا، وهنا كانت متناغمة، قاسية أحيانًا وأخرى ناعمة، متماهية مع النص حد الاختفاء، وهو الشيء الصعب. عاونني هذا في أن أتماهى بدوري مع القصة: فلقد رقصتُ وبكيتُ على أنغام الرواية؛ شعرتُ أني عارٍ أرقصُ مع زوربا، تخبط قدماي الأرض بشدة، ومع ذلك لا يُسمَعُ إلا صوت الموسيقى. ألس وبينوكيو، صديقا الطفولة، نُفخِتْ فيهما الحياةُ فبُعِثا بين دفتي الكتاب. و عينا الأخ الكبير حاصرتني من كل اتجاه، حتى أمسيت مقتنعًا أني دمية. واختنقت بدخان عيد التطهير مغصوصًا وغاضبًا على من يحرق الكتب والماضي معها. وأنا بين كل هذا وذاك مستمتعٌ ومستغرقٌ في التأويل، بتهور سرطانات المعارضة وحذر حارس المكتبة. لقد قاربت...